لجأت إدارة ترامب إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لاستهداف الدعائم المركزية للحكومة الإيرانية: تمويلها ودعمها للإرهاب الإسلامي، إلى جانب استعبادها الكامل للشعب.
واستخدم وزير الخارجية مايك بومبيو وسائل الإعلام الاجتماعية لإدانة إيران بقوة على عدة جبهات من بينها، برنامج الأسلحة النووية، ودعم الجماعات الإرهابية العالمية، وزعزعة الاستقرار المسلح في الشرق الأوسط، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وبالنظر إلى انخراط الحكومة الإيرانية في هذه الأنشطة وعدم ارتباطها بالقنوات الدبلوماسية الرسمية، فإن تويتر قد يكون هو المصدر المباشر الأنسب.
وغرّد بومبيو مؤخرًا: “اعتقل النظام الإيراني أكثر من 5000 إيراني، و30 امرأة بتهمة الاحتجاج على الحجاب، ومئات من الدراويش الصوفية، وعشرات من دعاة حماية البيئة، و400 من الأهواز، و30 مزارعًا، الشعب الإيراني يستحق احترام حقوقه الإنسانية”.
ومع تزايد الاحتجاجات المناهضة للنظام بشكل أعلى وأكثر عنفًا، فإن الكارثة الاقتصادية الإيرانية تكشف عن فقدان الثقة في آيات الله الذين يحكمون الجمهورية الإسلامية.
وعلى الرغم من أن هتاف “الموت لأمريكا” كان منتشرًا بشدة منذ عام 1979 في المسيرات الحاشدة، إلا أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أشارت مؤخرًا إلى أن هتافات “الموت للدكتاتور” و “الموت لفلسطين” و “لا لغزة ولا للبنان” أكثر شيوعًا.
يمكن أن يصبح جهل الجمهور الإيراني الذي طال صمته لفترة طويلة والمحروم اقتصاديًا، أكثر جرأة، أو ربما أكثر يأسًا من أن يسمع صوته.
مرة أخرى بدأ الشعب الإيراني في التعبير عن استيائه من بلد ينهار تحت وطأة الفساد والقمع وسوء الإدارة.
وأفادت الأنباء أن طهران موّلت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لتصل إلى 6 مليارات دولار منذ بدء الحرب الأهلية السورية قبل سبع سنوات، بالإضافة إلى رغبة طهران النهمة في تمويل الإرهاب الإسلامي حول العالم.
وفي هذه الأثناء، يبحث الجمهور الإيراني المحلي عن عقول شابة ذكية وشغوفة مع خيارين للتوظيف: الانضمام إلى فيلق الحرس الثوري الإيراني للحصول على وظيفة، أو الحصول على تأشيرة للانتقال إلى بلد آخر.
وأثار فشل الرئيس أوباما في دعم المحتجين الإيرانيين إدانة شديدة من الكثيرين، بمن فيهم رئيس الوكالة اليهودية والمنشق السوفيتي السابق ناتان شارانسكي الذي وصفها بأنها “أكبر فشل في مساعدة حقوق الإنسان في التاريخ الحديث”.
ولا يمكننا التراجع عن الماضي، ولذلك نظل صبورين وآملين بأن أولئك الذين شعروا بأنهم مهجورون من قبل، سيحاولون مرة أخرى جعل الحرس الثوري الإيراني مسؤولًا أمام الشعب الإيراني.
وفي هذه الأثناء، نرى أن الدبلوماسية الاقتصادية الأمريكية تأخذ حصيلة أعمالها، ووفقًا لشركة فوربس، فإن الشركات العالمية الكبرى ستنسحب من إيران بالسرعة التي دخلت بها في عام 2015.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو من الصفقة النووية الإيرانية، فقد الريال الإيراني ما يقرب من نصف قيمته، حيث بلغ سعره نحو 80 ألف ريال للدولار الأمريكي الواحد.
وتبلغ نسبة البطالة 12% بين نطاقات سن العمل في إيران، في حين تتجاوز نسبة البطالة بين الشباب 28%، وفقًا لما أبلغته الحكومة، قد تكون نسب البطالة الحقيقية أعلى من ذلك بالطبع.
وواصل بومبيو تصعيد خطابه ضد طهران على تويتر، “لقد جلب نظام إيران المعاناة والموت للعالم ولشعبه، ففي أوروبا فقط، أثارت الاغتيالات والتفجيرات وغيرها من الهجمات الإرهابية التي ترعاها إيران آثارًا لا تحصى، ونأمل أن يثير الأوروبيون ذلك مع روحاني وظريف في جولتهم الأوروبية”.
وتوضح تصريحات بومبيو الرسمية وبيانات وسائل الإعلام الاجتماعية معًا الفرق الحاد بين سياسة أوباما، وبين الموقف السياسي القائم على إيران الذي تملكه إدارة ترامب اليوم.
وأصدر بومبيو تحذيرًا صارمًا لقادة إيران: “آمل أن يفهموا أنه إذا بدأوا في زيادة برنامجهم النووي، فسوف يقع غضب العالم كله عليهم”.