في الثاني عشر من مايو القادم، سيقرر الرئيس دونالد ترامب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد فرض عقوبات اقتصادية على إيران أم لا. خاصة وأن أسعار النفط وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها في آخر ثلاث سنوات، وسط توترات عالمية. وتنتج إيران وحدها حوالي 5٪ من النفط العالمي، فهي مُصدر عالمي رئيسي.
وتُشير التقديرات إلى أن أسعار النفط اليوم لديها فرق قيمة من 1 إلى 3 دولار، وهذا فقط بناءً على افتراضات انسحاب الولايات المتحد من الاتفاقية النووية، أو فرضها لعقوبات إضافية من شأنها أن تعرقل قدرة إيران على بيع نفطها. أما إذا انسحبت تمامًا، فيمكن أن ترتفع الأسعار بمقدار 5 دولارات للبرميل الواحد.
في عام 2017، صدّرت إيران حوالي مليار برميل من النفط الخام. وجاء ذلك في العام الذي قررت فيه منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، وغيرها من المنتجين المهمين خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل في اليوم لخفض فائض المخزون الاحتياطي المتضخم.
وقد ساعدت هذا القرار على ارتفاع أسعار النفط: فمن بداية عام 2017 إلى نهايته ارتفع سعر البرنت العالمي بنسبة 21٪، في حين ارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 16٪. وتم إرسال أكثر من 60٪ من شحنات إيران إلى آسيا والباقي ذهب إلى أوروبا. وقد تراجعت إيران لتصبح ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، لكنها تسعى إلى العودة إلى أيام مجدها في السبعينيات، عندما كانت تنتج أكثر من 6.5 مليون برميل في اليوم. على النقيض، تضاعف إنتاج العراق بشكل أساسي منذ عام 2010، إلى 5 ملايين برميل في اليوم.
وتم الإبلاغ خلال الأسبوعين الماضيين: إيران تريد 60 دولارًا لبرميل النفط، بينما يبدو أن المملكة العربية السعودية تريد الآن أسعارًا تصل لـ 100 دولار. وتعتقد إيران أن “الارتفاع الحالي في أسعار النفط قد يضر أوبك في المدى المتوسط حيث أنه يزيد من تقلبات السوق”.
وباعتبارها من أكبر الدول ذات المخزون الاحتياطي، فقد انخفض احتياطي النفط الخام التجاري الأمريكي منذ بدأت منظمة أوبك خطة تخفيض الإنتاج في يناير 2017، حيث انخفض إلى 108 مليون برميل.
وبهذا الخصوص، تقول منظمة أوبك الآن أن هدفها قد تحقق بنسبة 150٪، مما يعني أن الأعضاء قد خفضوا الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل في اليوم، أو بنسبة 50٪ أعلى مما اتفقت عليه المنظمة. تقول شركة شلمبرجير لخدمات حقول النفط الآن أن سوق النفط متوازن، مع وجود فجوة محتملة في العرض إلا إذا كان لدينا المزيد من نفقات الإنتاج والاستكشاف.
أما وكالة الطاقة الدولية فقد كانت ثابتة ومصممة على أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم هذا العام، مدعومة بتوقعات اقتصادية إيجابية بتحقيق نموًا عالميًا بنسبة 4٪ هذا العام والعام المقبل. والطلب الجديد على النفط لا يتوقف عند هذه النقطة. وفي الواقع، يرى تقرير جديد من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة أن ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي سببه الرئيسي هو استهلاك النفط، حتى أكثر من تخفيضات الإنتاج التي قامت بها منظمة أوبك.
وتتغاضى التكهنات المتشائمة من وضع النفط تمامًا عن التقدم التكنولوجي وتأثير السوق بالأسعار. ففي عام 2006، كان العالم يمتلك إمدادات 41 عامًا من النفط، واليوم لدينا إمدادات تصل إلى 51 عامًا. وهكذا، نحن نستخدم باستمرار المزيد من النفط، ومع ذلك، يستمر النفط في التزايد. وهذا الأمر قد طُرح في مقال قديم بعنوان “هل النفط لا نهاية له؟”.