نحو 40 يوما ولا تزال الاحتجاجات الإيرانية لم تهدأ أو تنتهي، وعلى الرغم أن المحللين أكدوا أن سقوط نظام الملالي في طهران سيكون «بخلع الضرس» لما يتطلبه أبناء فارس من تقديم العديد من القرابين الممثلة في دماءهم واورواحهم لاسقاط ولاية الفقط ورجال الملالي مقابل الحصول على حرية حقيقية، إلا أن تداعيات سقوط النظام الإيراني مطروحة حاليا، وعبر ذلك التقرير نفندها لكم..
و حتى الآن لم يلجا النظام الإيراني إلى استخدام القوة المفرطة، عبر حرس ثورى وميليشيات وتنظيمات وجيش وشرطة وخلافه من جانب، ولكن هناك احتمالا بذلك حيث حذرت السلطات من استمرار الاحتحجات التي قد يدفعها لاستخدام القوة لإخمادها، الأمر يحذر بعض المتابعين للمشهد من قد يؤدي إلى سقوط ولاية الفقيهز
قيام نظام علماني
وفقا للشعارات واللافتات التي ظهرت في الاحتجاجات الإيرانية، فإن النظام المقبل في إيران سوف يكون علمانياً، حيث سيعمل على فصل الدين عن الدولة، بسبب ما آلت إليه سياسية تعظيم رجال الملالي ومنحهم امتيازات وثروات مالية دون غيرهم، على الرغم من ارتفاع نسبة الفقر في طهران.
كما ان سياسات النظام في قطاع الاقتصاد، فقد أدت إلى التضخم، وارتفاع معدل البطالة، وتدهور سعر العملة الإيرانية بصورة غير مسبوقة، وبالتأكيد هذه المحصلة لن تغيب عن حسابات النخب السياسية والشعوب في إيران، وهذا ما سيدفعها إلى نبذ أطروحة ولاية الفقيه، وحتى فكر الحكم الديني الذي سيبعد عن الساحة السياسية بالكامل.
ضعف المذهب الشيعي في العالم
الدكتور محمد سعيد اللباد، أستاذ الدراسات الإيرانية، أكد «أنه في حالة سقوط نظام الملالي، ستتدهور قوة المذهب الشيعي في العالم أجمع، خاصة وأن طهران تعتبر المركزية الشيعية على الأرض لما تقوم به من دور دعوي ومالي وفكري وثفافي يخدم المذهب الشيعي.
وفي حديث لـ«إيران خانة» أضاف اللباد:«من اليديهي أن يقوم المواطن الإيراني على سلخ جلده الشيعي بعيدا عن حياته اليومية، كما كان مفروضا عليا منذ الثورة الإيرانية، لأنه بطبيعة الحال سيتجه إلى التحرر وفك القيود الدينية».
انتشار التسنن
وتابع، «ستزداد بالطبع ظاهرة التسَنن، وستتنقل من الأحواز إلى بقية المحافظات، خاصة وأنها تمثل اليوم مشكلة للنظام الإيراني يسعى لمكافحتها بشتى السبل، بحملات اعتقال واعدامات وتضييق ومراقبة».
وتتهم منظمات حقوقية إيران بالتضييق على الأقليات العرقية والمذهبية في البلاد، وتنفيذ إعدامات دون محاكمات عادلة.
و وثَّقت منظمة «الناشطين البلوش» المدافعة عن حقوق أهل السُّنة في إيران، قيام 40 سجيناً من أهل السُّنة في معتقلات مدينة سراوان التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، بالانتحار بسبب سلوك مسؤولي السجن في المدينة.
عزلة رجال الدين
وتوقع اللباد، في حالة سقوط نظام ولاية الفقيه، هو اضطرار رجال الدين الشيعة إلى العزلة، نظرا للصلاحيات المرتقب أن تسحب منهم كالامتيازات المادية والاقتصادية، والطاعة وقد ي ومن المرجح أن يدفع ذلك بمعظم رجال الدين الشيعة للهجرة إلى العاصمة التقليدية للمذهب الشيعي في العراق وسيضطرون إلى اعتزال السياسة.
تهديد مصالح أمريكا مع الخليج
الدكتور أحمد جمال يوسف، أستاذ العلوم السياسية، قال في تصريح لـ«إيران خانة» أن« الولايات المتحدة هى الطرف ستخسر سياسيا وافتصاديا من سقوط نظام الملالى الذى يهدد جيرانه، حيث تمكنت أمريكا عبر التهديد الإيراني من إبرام صفقات بمئات المليارات من الدولارات لتزويد دول خليجية وعربية بالأسلحة والطائرات والصواريخ، لحمايتها من الخطر الإيراني».
وأضاف، «في حالة سقوط نظام الملالي، سيتربت على ذلك توقف ينبوع الدعم للمليشيات الشيعية في العالم، حيث تستقبل أموال وثروات الإيرانيين بشكل دوري، وبالتالي، يُفهم من هذا أن أى نظام قادم لإيران لن يتبع النهج نفسه، ولن يكون مهددا لجيرانه، ولن يسمح بتمويل إرهاب، ولا بإرسال ميليشيات وأسلحة للخارج، ولا باحتلال جزر، ولا بالتفكير فى تصدير الفكر الثورى للخارج، ولا تمويل المد الشيعى لدول المنطقة.
سقوط حزب الله والحوثيين وبشار
من أهم النتائج المترتبة عن سقوط نظام الملالي، هو سقوط حزب الله اللباني، الذي يعتمد كليا على الدعم المالي الإيراني المقدر بـ 8 مليون دولار شهريا من طهران، فضلا عن الدعم الروسي المبني على علاقة مع الداعم الأم «طهران».
وأيضا سيفقد الرئيس السورى بشار الأسد ضلعا مهما من أضلاع مثلث الدفاع عن حكمه فى مواجهة إرهاب داعش، والذى يتكون من روسيا والحرس الثورى وحزب الله.
لو سقط نظام الملالي لفقد الحوثيون فى اليمن قدرتهم على مواصلة تهديدهم لأمن المملكة العربية السعودية والملاحة البحرية فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وحتى معادلة الصراع اليمنى الداخلى ستتغير على الأرض.
زعزعة النظام العرافي
وفي حالة سقوط ولاية الفقه، سيتأثر بالطبع ظام الحكم فى العراق وسيتعرض لهزة عنيفة، بعد أن كانت ميليشيات الحشد الشعبى رأس حربة الدفاع عن استقلال العراق وسلامته فى مواجهة طوفان داعش.