تشير التحركات الأوربية خلال اليومين الماضيين، إلى محاولتهم لإنقاذ الاتفاق النووى قبل أيام من الانسحاب الأمريكى المفترض يوم 12 مايو المقبل، تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العاصمة الأمريكية واشنطن غدا الجمعة العاصمة الأمريكية واشنطن، لمحاولة إقناع الرئيس دونالد ترامب بالتخلى عن فكرة تقويض الاتفاق وتقديم بدائل موازية فى هذا الصدد.
و أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكى ديمير، إن مريكل ستزور أمريكا يوم الجمعة وأن العلاقات الثنائية والتحديات الدبلوماسية والأمنية ستكون فى صلب المحادثات، ما يعنى أن الاتفاق النووى الإيرانى على قمة أجندة حديث مريكل ـ ترامب.
وبالرغم من أن برلين متحفظة جدا حول تسريب أية معلومات إزاء القمة المرتقبة وتبدى تكتما حول برنامج الزيارة، إلا أن الأكيد أن الموقف الأمريكى من خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووى» سيحظى بأهمية متزايدة خاصة أن ألمانيا كانت من أوائل الدول التى سارعت لعقد اتفاقات وصفقات تجارية مع إيران.
و تكتسب الزيارة أهميتها الخاصة من كونها القمة الأمريكية ـ الأوروبية الثانية فى أقل من ثلاثة أيام بعد القمة الأمريكية ـ الفرنسية تلك التى ذهب فيها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى واشنطن، لإقناع نظيره الأمريكى بعدم الانسحاب من الاتفاق، فخرج فى المؤتمر الصحفى بعد القمة وأعلن ضرورة وجود اتفاق تكميلى ما يعنى نجاح ترامب فى استخلاص موقف فرنسى مؤيد لخطته تجاه الأزمة مع إيران.
انقاذ
ورأى الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية في تصريح لـ«إيران خانة»:«من المتوقع فى ظل الموقف الألمانى والفرتسي المناهض للولايات المتحدة الأمريكية فى أغلب الملفات الدولية وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة واتفاقية المناخ وتمويل ميزانية قوات حلف شمال الأطلسى وعلى خلفية تباينات الرؤى بين برلين وواشنطن فى ملفات الشرق الأوسط، أن يحدث تصادم وافتراق أمريكى ـ ألمانى حول الملف النووى الإيرانى».
وأشار اللاوندي إلى ان الضغط الأوروبي على الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيكون له دور في الابقاء على الاتفاق النووي دون أي تعديل، فضلا عن إجراء مباحثات للتخطيط لإيجاد بدائل عن لمواجهة التطور العسكري الإيراني فيما يخص صناعة الصواريخ الباليستية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد أمس الأربعاء أمام الكونغرس الأميركي أن بلاده لن تنسحب من الاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى وإيران، الذي تريد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوض عليه لتعديله، في حين ترفض طهران المساس به مطلقا.
وقال ماكرون خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين إن الاتفاق النووي مع إيران المبرم صيف 2015 لا يستجيب لكل المخاوف، ولكن يجب عدم الانسحاب منه. وأضاف أن سياسات إيران يجب ألا تقود إلى حرب في الشرق الأوسط، وأن طهران لا ينبغي أن تمتلك سلاحا نوويا لا الآن ولا في المستقبل.
وأضاف اتفق مع ترمب على ضرورة التفاوض على اتفاق أوسع وأشمل يقوم على أربع دعائم أساسية: الأولى ما يتضمنه الاتفاق الحالي بتقييد أنشطة إيران النووية من الآن وحتى نهاية مدة الاتفاق في 2025، ومن ثم التعامل مع كل أنشطة إيران بعد 2025، والتعامل مع ملف صواريخها البالستية، وكذلك مع نفوذها في الشرق الأوسط.
وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي في وقت قال فيه دبلوماسيون غربيون إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقترب من التوصل إلى مقترحات ستعرضها على الرئيس الأميركي لإقناعه بالحفاظ على الاتفاق النووي الذي يعتبره ترمب أسوأ صفقة عقدتها الولايات المتحدة.
ويجري الحديث عن اقتراحات حملها ماكرون إلى واشنطن، وهي تشمل منع أي أنشطة نووية إيرانية حتى عام 2025 وما بعده، والتصدي لبرنامجها الصاروخي، وتهيئة الظروف لإيجاد حل سياسي لاحتواء إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
موغريني على نفس السياق
و شددت فيديريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أنه لا بديل عن الاتفاق النووي ويجري تنفيذه بالكامل.
جاء ذلك بعد ساعات من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك له مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من البيت الأبيض في العاصمة واشنطن الثلاثاء، أنه يجب وقف نشاطات إيران في سوريا واليمن، مشيراً إلى أن بلاده ترغب بالعمل على اتفاق جديد مع إيران.