يبدو أن الخلاف بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، دخل مرحلة التصعيد خاصة بعد تأييد جامعة الدول العربية قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
وأعربت جامعة الدول العربية عن تضامنها مع المملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها مع إيران؛ لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في شؤون المملكة المغربية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي، يجب ألا تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أمام استراتيجية إيران التي تهدف لنشر الفوضى وعدم الاستقرار.
وساعد البعد الجغرافي بين البلدين، على هدوء العلاقات بينهم نوعا ما منذ الأزمة الدبلوماسية التي نشبت في 2009 بسبب انتقاد إيران لمواقف المغرب المتضامنة مع البحرين.
يُشار إلى أن قضية الصحراء واعتراف طهران بجبهة البوليساريو -كرد فعل على استقبال المغرب للشاه- وتقديم الدعم العسكري لها كانت سببا رئيسيا في تدهور العلاقات.
لكن تحسن العلاقات عاد مرة أخرى بعد تغير موقف إيران من قضية الصحراء وجبهة البوليساريو، وسحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” عام 1991.
(1) اليمن
عام 2009 حدث تراشق إعلامي بين البلدين بسبب وقوف المغرب إلى جانب البحرين بعد إعلان مسؤولين إيرانيين أن البحرين عبارة عن محافظة إيرانية.
ظلت العلاقات الدبلوماسية شبه مقطوعة بين البلدين حتى أواخر عام 2016، وقدم سفير ايران الجديد لدى المغرب أوراق اعتماده للحكومة المغربية عام 2015.
ما يحدث الآن يشبه ما حدث في الأزمة البحرينية، فالمغرب شاركت في بداية عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين باليمن، وهو ما قوبل برفض إيراني شديد.
كما دعمت المغرب وتدعم أي خطوة خليجية ضد إيران، خاصة فيما يخص التصريحات الإيرانية التي دائما ما تتسم بالعداء لجيرانها من دول الخليج العربي.
وأيدت معظم الدول الخليجية قرار المملكة المغربية قطع علاقاته مع طهران، وأكدت تضامنها مع الرباط في المحافظة على وحدة وسلامة أراضيها.
(2) نشر المذهب الشيعي
أشار بيان لوزارة الخارجية الغربية حول التوتر الجديد بين البلدين إلى ما وصفتها الوزارة بـ”نشاطات ثابتة لسلطات طهران وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية الايرانية”.
وأوضح البيان أن النشاطات تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة المغربية والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي.
كما أنه في العام 2009، عندما قرر المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وجه اتهامًا رسميًا للعاملين بالسفارة الإيرانية في الرباط بالعمل على نشر التشيع الإيراني.
(3) الجزائر
تتسم العلاقات الجزائرية الإيرانية بالهدوء، خاصة بعد موقف الجزائر من التحالف العربي الذي دخل يُحارب الحوثيين المدعومين من إيران، وفضلت الجزائر الوقوف على الحياد.
وفي بيان القطيعة مع إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المغربية: “من المعروف أن الجزائر، ومنذ 1975، تحتضن وتسلح وتدرب البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيا من أجلهم”.
وأضاف إن بلاده: “تتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها، حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في هذه العملية ضد أمن المغرب”.
وبالأمس، استدعت الخارجية الجزائرية السفير المغربي، للاعتراض على اتهام المغرب للجزائر بأنها أدت دورا في دعم إيران لجبهة البوليساريو.
الصحراء الغربية
منطقة شاسعة تبلغ مساحتها 266 الف كلم مربع مع واجهة على المحيط الاطلسي يبلغ طولها 1100 كلم، وتعد المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار.
ويسيطر المغرب على 80% من الصحراء الغربية في حين تسيطر البوليساريو على 20% يفصل بينهما جدار ومنطقة عازلة تنتشر فيها قوات الامم المتحدة.
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و”البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي لاجئين من الإقليم.