في إحدى حقب التاريخ وصل عدد المساجد بمدينة تبريز الإيرانية شمال غرب إيران لأكثر من 150 مسجد منتشرون بشوارع وأضاحي المدينة لكن الزلازل التي تضرب الجمهورية الإسلامية بين الحين والأخر لم ينجو من تباعتها سوى عدد قليل من تلك المساجد التي استطاعت أن تحارب الزمن وتبقى صامدة حتى الأن تستقبل كل من نوى أن يركع خشوعًا لرب العباد.
بعض المؤرخون ذهبوا في أرقامهم لأكثر من ذلك لدرجة أن عددًا منهم أكد أن عدد المساجد الضخمة بهذه المدينة الإيرانية وصل في حين من الدهر إلى 300 مسجد، لهذا كان من الطبيعي لمن يعلم الأهمية التاريخية والدينية لهذه المدينة ألا يتعجب من اختيار منظمة التعاون الإسلامي لعاصمة محافظة أذربيجان عاصمة للسياحة الإسلامية خلال العام الجاري (2018)، ونقدم في السطور التالية بعض أهم مساجد المدينة الايرانية.
مسجد جامع تبريز
ويعتبر أبرز المعالم السياحية الدينية في المدينة ويقع في ضاحية مزار تبريز بجانب المرزار الكبير ودار الدستور، وبني المسجد في صدر الإسلام على يد «عبدالله بن عامري»، وتسببت الزلازل في انهيار عدد من أقواس هذا المسجد، لكن تم ترميمها بالكامل فيما بعد على يد «أحمد خان دنبيلي».
المسجد الازرق
ويسمى أيضا مسجد «كبود» أو مسجد «جهانشاه» وفقًا للغة الفارسية، ويعد أحد أهم الأثار التي بقيت من دولة «قراقويلونو» التي حكمت إيران فيما سبق.
وقد بني المسجد بأمر السيدة «جان بيك خاتون» زوجة الملك جهانشاه عام 1465م، ولم ينجى هو الأخر من الزلازل ففي عام 1778 هدم سقف المنزل بفعل الزلازل ولم يتبقى منه سوى الجزء العلوي من بوابة المدخل.
وبعد ما يقارب القرنين من الزمان تم إعادة إعمار المسجد على يد «رضا معماران» وتحت إشراف وزارة الثقافة الإيرانية.
مسجد صاحب الأمر
ويعرف بالفارسية بمسجد «الشاه طهماسب» والمقصود من إسمه الإشارة إلى أخر أئمة الشيعة الاثنا عشرية «محمد المهدي»، وشيد المسجد عام 1636 وقد تدمر وأعيد إنشاؤه عدة مرات أولها كانت عند الفتح العثماني للمدينة الإيرانية خلال عهد السلطان «مراد الرابع» ثم مرة أخرى بعد زلزلال ضرب المدينة.
وأخر التجديدات التي لحقت بالمسجد كانت عام 1850م حين تم إضافة عدة مرايا إلى ممر المسجد بالإضافة إلى ترميم ما إنهار به من طوب ورخام.
مسجد السيد حمزة إمام زادة الجامع
ويقع هذا المسجد في مقاطعة «ششكلان» بوسط تبريز وسمي بهذا الإسم لأنه يحوي ضريح السيد «أبو القاسم حمزة بن موسى الكاظم» سابع أئمة الشيعة الاثنا عشرية.
المسجد زين وجمل في عهد الصفويون حين وضعوا أيديهم على مقاليد الحكم في إيران وقاموا حينها بتزين المسجد وتجميله لهذا يلاحظ بشكل كبير تأثر عمارة المسجد بالفن الصفوي والقاجاري.
قوس تبريز
حتى المساجد التي لم يستكمل عمليات بنائها تعد ذات قيمة تاريخية دينية كبيرة والحديث هنا عن «قوس تبريز» الوجهة الجدارية التي كان من المخطط أن تكون جزءًا من مسجد كان سيحمل اسم مسجد «علي شاه».
تلك الواجهة الجدارية شيدت خلال عهد الإلخانات تحت إشراف الوزير «تاج الجين جهان شاه»، لكن أعمال بنائه توقفت مع وفاة الوزير.
وحينها لم يكن السقف اكتمل فأنهاه بعد فترة قصيرة من بنائه، وبعدها استعمله الصفويين كزاوية للتعليم وجعله الفاجاريون حصنًا ومركزًا لتموين الجيوش الإيرانية خلال الحروب الفارسية الروسية.
ومؤخرًا كان قد تعرض الجدار لأضرار وفي عام 2013 شرعت المنظمة الإيرانية للتراث الثقافي بالعمل على ترميم الموقع وتعمل على ذلك منذ 2013 كما أنها تخطط لإنشاء مسجد ضخم بجواره لإقامة الصلوت عليه.
مسجد الشهداء
مسجد تاريخي يتواجد في وسط المدينة وشيد لتكريم شهداء الاسلام على مر العصور.
مساجد أخرى
تبريز التي تعد رابع أكبر مدينة في إيران من ناحية الجغرافية من أشهر مساجدها أيضًا الباقية حتى اليوم مسجد الأستاذ والتلميذ ومسجد الميراز صادق أقا ومسجد قراملك ومسجد الحاج صفر على حجة الاسلام ومسجد حسن يادشاه ومسجد خزينة ومسجد كاظمية ومسجد صادقية ومسجد ضهيرية ومسجد مجتهد ومسجد ثقة الاسلام، وأغلبية هذه المساجد يعود تاريخ انشائها إلى العهدين الصفوي والقاجاري.