علي اسفنياري المعروف باسم نيما يوشيج، هو شاعر إيراني حديث، ولد في شهر نوفمبر لعام 1897 في قرية يوش التابعة لمحافظة مازندران، والتي تعلم فيها القراءة والكتابة على يد شيخ القرية.
إنتقل إلى طهران وهو في عمر الحادية عشر ليلتحق بالمدرسة الإبتدائية، ثم التحق بمدرسة كاثوليكية تسمي سان لويي، وهناك تعلم اللغة الفرنسية، و أحب الشعر الفرنسي الراقي.
كان له مدرس يدعى ” نظام الوفا ” شجعه على نظم الشعر، وقد قدم إليه نيما قصيدة باسم” افسانه ” وتعني الأسطورة، والتي أُعتبرت فيما بعد حجر أساس الشعر الحر في إيران.
كتب وهو في الثالثة والعشرين من عمره قصيدة طويلة في قالب المثنوي تسمى ” قصة شاحبة اللون ” لكن تأثره بالشعر الفرنسي جعله يستخدم صور مبتكرة و معاني جديدة، قد خالف فيها أساليب القدامى كملك الشعراء بهار، مما جعله سخرية الكثيرين من الشعراء والأدباء.
في عام 1922 نشر نيما أجزاء من قصيدة الأسطورة في مجلة القرن العشرين برئاسة الشاعر مير زاده عشقي.
وبعد ذلك تتدرج حتى أصبح عضوًا في قسم التحرير لمجلة الموسيقى، وكان ينشر أعماله بجانب كبار أدباء إيران مثل صادق هدايت و عبد الحسين نوشين.
وبالإضافة إلى اشعاره ومقالاته، كان يكتب الرسائل إلى بعض الأصدقاء و المفكرين لينتقد الوضع الإجتماعي أو ليحلل أسلوب الشعر في عصره، وكان من بين هذه الرسائل رسائله إلى أستاذه نظام الوفا.
وقد أُطلق عليه لقب ” أبو الشعر الحر” نظرًا لإسهاماته في تجديد الشعر و إنفراده بأسلوب خاص، كما كان يقال على شعره ” الشعر النيمائي ” نسبة إليه.
كان نيما يوشيج مجددًا حقيقيًا لا يخشى النقد الهدام، تمكن من إحداث تغيير في الشعر الفارسي الذي ظل راسخًا لقرون حتى أعتقد الكثيرون أنه غير قابل للتجديد، وسيظل بنفس أسلوبه إلى الأبد، مرددًا دائمًا أن ما هو مستساغ اليوم لدى العوام كان مرفوض بالأمس، وبالفعل كان محقًا في هذا لأنه أصبح بعد ذلك الرائد في فنه.
وكما كسر نيما قواعد وقوالب الشعر، و أحدث تغييرًا في لغة الشعر، أثر أيضًا في قالب الغزل الذي كان يعد من أهم القوالب الشعرية التقليدية، للدرجة التي جعلت النقاد يقولون أن الغزل بعد نيما أتخذ مسارًا آخر، وأصبح أكثر اكتمالًا.
من بعض أشعاره
” بيتي غائم
والأرض كلها غائمة معه.
الرياح العاتية
تنساب من أعلى الجبال
محطمةً معربدة يباباً
والعالم منها هشيم
وحواسي ايضاً
آه
أيا عازف الناي
أيها المأخوذ بالعزف بعيداً
أين أنت؟!
بيتي غائم ولكن
الغيم ممطر
وها أنا أرنو في فسحة البحر
الى مطلع الشمس
متذكراً أيامي المضيئة
التي ولّت.
فالعالم بيد الرياح حطام وهشيم
و في هذا العالم المفعم بالغيوم
عازف الناي
الغارق في العزف دوماً
يعزف على الطريق. ”
..
” وتلك الرشيقة القوام
ذات السيقان الوردية
التي زرعتها بروحي
وسقيتها من روحي
واأسفاه تذبل بين يديّ
أمل بعيد
لعل بابًا يفتح
عبثا أترقب
أن يفتح أحد
فأبوابهم وجدرانهم المحطمة
تنهار فوق رأسي”
وفاته
في عام 1959 أُصيب بمرض الإلتهاب الرئوي نتيجة لبرد قرية يوش الشديد، وذهب إلى طهران للعلاج، لكنه توفى، وقد دفن في طهران، لكن طبقًا لوصيته تم نقل جثمانه إلى يوش ليدفن في فناء منزله.