تناولت عدة صحف ومنصات إلكترونية اليوم مسألة أمن الشرق الأوسط في ظل النزاع الكامن بين إيران والسعودية. واستعرضت “دنيا بلوجز” الواقع الأمني للشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة:
لقد تم حصار الأمن في الشرق الأوسط على يد جهات فاعلة غير حكومية والمتمثلة في تنظيم الدولة (داعش) وحزب الله والمتمردين السوريين وتنظيم القاعدة والأكراد وغيرهم، و ذلك تقريبا في السنوات الخمس الماضية. وهذه العناصر لم تحاول تحدي الوضع الراهن فحسب، بل قامت كذلك بتحطيم سلطات الدولة للقضاء على سيطرتها الإقليمية.
وقد تم تقسيم مسرح الحرب بأكمله بين منافسين اقليميين كبيرين هما السنة بقيادة السعودية والشيعة بقيادة إيران. ويرى البعض أن المملكة العربية السعودية دولة فاشلة، في حين أن الإيرانيين لديهم اليد العليا لمواجهة الهيمنة العربية القديمة المقاومة للتغير في المنطقة. ومنذ البداية، لم تكن السلطة الإيرانية في وضع يمكنها من تهديد السعوديين مقارنة بما هو عليه الحال اليوم.
وتابع الكاتب «ناڤيد مشتاق» قائلا، لقد أتاحت موجة الربيع العربي وكذلك تيسيرات إدارة أوباما في خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 بشأن القضايا النووية فرصة لتوسع القوى الشيعية في المنطقة. ودعمت إيران الربيع العربي بشعار “الإسلام السياسي” وقامت بحشد الجيوش الشيعية للقضاء على انتشار تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
كان زوال النظام الشيعي الذي يقوده الأسد في سوريا يمثل الرغبة المشتركة للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولكن التحالف الروسي الإيراني القائم كداعم لنظام الأسد قد صعب الأجندات الغربية والسعودية في المنطقة.
وثبت تاريخيا أن العراق دولة عازلة لوقف حدة التوترات السعودية الإيرانية، وخاصة بعد الثورة الإيرانية في عام 1978. وفي الواقع، قد شكل تراكم القوات الشيعية في بغداد بقيادة إيران تهديدا خطيرا للأمن القومي في السعودية، حيث أنها ترغب في أن يقل عدد الشيعة في بغداد، بل ستستسلم لها ولكن تحت قيادة الشيعة العرب، وبعيدا عن النفوذ الإيراني.
وعلى الجانب الآخر، فلدى إيران طموحات تاريخية تتمثل في السيطرة على مساحة الأراضي من طهران إلى لبنان وذلك عبر معبر تنف الحدودي بين سوريا العراق. وتعد هذه هي المخاطر التي لن يستسلم لها السعوديون، وكلما زادت الرعاية الإيرانية للمتمردين الحوثيين في اليمن، زاد تدهور الوضع في المنطقة.
ولن تنضم الولايات المتحدة إلى التخطيط الإيراني لمحاصرة أهلها العرب السنة الأساسيين من بغداد إلى لبنان وحتى في اليمن. و نجحت الولايات المتحدة في استخدام الميليشيات الشيعية في العراق لسحق حركة داعش في المنطقة، والآن ستكون المصلحة الأكبر للولايات المتحدة هي التخلص من تلك الكيانات الشيعية في المستقبل القريب.
ويرى البعض أنه بطبيعة الحال سيؤدي تطهير القوات الشيعية التي تقودها إيران من العراق حتى لبنان إلى القضاء تلقائيا على الأزمة اليمنية بقيادة السعودية. وسيتم التعامل مع تراكم القوى الإيرانية الضخم في العراق وسوريا، وخاصة في لبنان، على أنه تهديد أمني مباشر للأمن القومي الإسرائيلي.
ويجب على الإيرانيين أن يتفهموا حدود سلطتهم في المنطقة، وأن الهجوم المباشر من اليمن على الوطن السعودي سيؤثر على المبادرات الدبلوماسية ومبادرات حل النزاع في المنطقة. وستعيد الولايات المتحدة توازن القوى الإقليمي بأي ثمن، وذلك حتى وإن كانت ستفقد حلفائها السنة الرئيسيين في المنطقة. وفي الواقع، تعد معادلة القوى في مختلف أنحاء الشرق الأوسط هي المنفعة طويلة الأجل للاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة.
وفي ذات السياق استعرضت «العربية نيوز» رؤية السعودية لهيمنة إيران في لبنان من خلال تقرير جاء فيه، أنه في حالة لبنان، حزب الله الموالي لإيران هو الذي يقوم بالتسلل في محاولة للسيطرة على البلاد سرا. ومن خلال دعمها لحزب الله، اكتسبت إيران موطئ قدم قوي في لبنان.
وجاءت إحدى المزايا الكبيرة للعلاقات الأفضل متمثلة في انتخاب حليف حزب الله ميشال عون رئيسا للبلاد في أكتوبر من عام 2016، مما ترك الباب مفتوحا لمزيد من النفوذ الإيراني. ثم من خلال النظام الانتخابي، وعبر مقاعده الـ 12 في البرلمان وفي وجود الحلفاء الحاسمين مثل الحركة الوطنية المارونية المسيحية التابعة للرئيس عون والتي تسيطر على ملف وزارة الدفاع، والعمل عن كثب مع حزب أمل الشيعي الذي يسيطر على وزارة المالية، حزب الله الآن يسيطر بشكل فعلي على السياسة اللبنانية.
وأضاف الكاتب أنه فيما يتعلق بمكانة حزب الله الفريدة من نوعها في لبنان، ترى إيران نجاحا كبيرا في تصدير ثورتها الإسلامية، والحفاظ على التأثير العسكري لتلك المجموعة، حيث تقوم بتزودها بكمية هائلة من الأسلحة. ونتيجة لذلك، يمكن لحزب الله أن يخرج بأريحية من القوات المسلحة اللبنانية، وفي مكان ما في المنطقة وبامتلاك نحو 25 ألف مقاتل مسلح في صفوفها، والذي يجعلها خصما قويا، سيحين الوقت أمام الحكومة اللبنانية لمواجهتها.
أخيرًا، تساءلت «ذا ناشيونال إنترست»: هل حصلت جماعة الحوثي على مباركة إيران قبل إطلاق الصواريخ تجاه الرياض؟
وجاء في التقرير أن الحكومة السعودية والبنتاغون يعتقدون أن إيران كانت وراء إطلاق الصواريخ بشكل مباشر، على الرغم من أن بعض المسؤولين الحكوميين الإيرانيين ينكرون أي تورط لهم في الأحداث.
وأعلن قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الاوسط الجنرال جيفري هاريجيان والذي يشرف على القيادة المركزية للقوات الجوية في قطر في مؤتمر صحفي عقده في دبي، أن التحقيق جار لتحديد كيفية تهريب الصواريخ إلى اليمن. وذهب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى وصف إطلاق الصواريخ بأنه “إعلان للحرب”.
وتناول التقرير تصريح الرئيس الإيراني علي أكبر روحاني حيث جاء فيه، أن روحاني الذي كان كارها بشكل عام للنزاع، قال إن محاولة الاعتداء على الرياض مبررة وذلك بسبب الهجمات السعودية داخل اليمن. وقال روحاني: “ما هو رد الفعل الذي يمكن أن يظهره شعب اليمن تجاه هذا الكم من القصف”.
وقال، “إنهم يقولون إنه لا ينبغي عليهم استخدام الأسلحة؟ حسنا، يمكنكم وقف إطلاق القذائف، ومن ثم سنرى ما إذا كنتم ستتلقون رد فعل إيجابي من شعب اليمن “.
واختتم التقرير بتعليق حول سياسات إيران الإقليمية جاء فيه، أن طهران لم تعد تحاول إخفاء أجندتها الموالية للشيعة في أعقاب الانتفاضات العربية. وأن المشاركة العسكرية الإيرانية في إبقاء الأسد في السلطة ودعمها لحزب الله في لبنان جعلت جدول أعمال طهران الإسلامي في السابق عفا عليه الزمن، على الأقل من الناحية الاستراتيجية.
وإذا كانت إيران تعتقد أن دعم جماعة سنية معينة، مثل الأكراد في شمال العراق أو عناصر القاعدة، مسألة بسيطة تتعلق بسياسة الواقع، فقد يكون هذا هو التفكير وراء دعم الحوثيين اليمنيين، على الرغم من أن المكاسب الاستراتيجية لإيران أقل والمخاطر قد تكون مدمرة في الوقت الحالي.