بدأ فن تزيين الفضة مع الثقافة الإسلامية جبنًا إلى جنب، حيث تميزت النقوش بطابعًا مميزًا على الفضة يعطيها خصوصية تجعلك تدرك من اللحظة الأولى أن ما تراه ناتجًا لتلك المرحلة التاريخية، تلك التي جعلت من أطباق الموائد والفضيات تحف فنية يكفي لأن تكون على مائدتك لتجعل منها معرضًا فنيًا بكل ما تعنيه الكلمة، أو حتى لتمتد تلك القطع إلى كثير من الأأدوات التي يمكن أن تزين المنزل، وتعطي له مظهرًا فريدًا وجذابًا.
تطور تاريخي
تعد أقدم قطعة وصلت إلينا من هذا الفن من سنة 330 الى 550 قبل الميلاد وبالتحديد العهد الإخميني، أما ازدهار هذا الفن فكان في عصر السلاجقة ووصل إلى مجده وتألقه في العهد الصفوي، أما أغلب من برعوا في هذه المهنة اليدوية من مدينتي أصفهان وزنجان وهو ما جعلهم يصنعوا الكثير من النماذج الفريدة.
شكل الأدوات
وتشبه الأدوات التي يتم الحفر بها، نفس أدوات صياغة الذهب. ويبدأ الفنان بداية بإذابة سبيكة الفضة، ثم تدخل في قوالب خاصة، ويصنع منها أسلاكاً يبلغ قطرها سنتيمتراً واحداً، ثم يتم ذلك، تحويل الأسلاك الى أسلاك فضية دقيقة جاهزة لحفر الفضة قطرها ميليمتر واحد.
ثم يقوم الفنان بإدخال هذه الأسلاك الدقيقة الظريفة في قوالب مصنعة من الخشب أو الشمع ويعالجها بأشكال وتصاميم متعددة، ويلصق فيما بعد الأوتار الفضية من خلال تعريضها للحرارة ولصقها ببرادة النحاس يستخرج منها أخيراً انواع الأواني الفنية.
ومن الأمور الواجب اتباعها عند الحفر على الفضة، هو أن يقوم الفنان عند صناعة أداة محفرة بالفضة، يمكن أن يستخدم المطرقة وإخضاع الشيء للحرارة وصناعة أسلاك وأوتار فضية وقوالب، وربما كان هذا هو السبب أن يتغير اسم هذا الفن من فن الصياغة إلى فن الشبكة.
وتتعدد الأشكال والأنواع التي تدخل في صناعتها الفضة، مثل الأطباق، والحي، وإطارات الصور، والسلاسل، والأواني، وغيرها.
الخواتم
امتدت هذه الصناعة للخواتم أيضًا، حيث يتم تثبيت الخاتم على مادة من الزفت، وينقش على الخواتك آيات القرآن الكريم، وأحيانًا كتابة أسماء أصحاب الخواتم، ومن جانبها تعد أصفهان من أكثر المدن التي اهتمت بهذا الفن، خاصة الحفر على النحاس، إلى جانب ترصيع المشغولات بالأحجار الكريمة.
اهتمام
لم يعد هذا الفن اليدوي القديم يلقى اهتمامًا موسعًا، إذ أن صناعه قد قلوا بشكل ملحوظ، وهو ما جعل بعض المهتمين به يحاولون إحيائه من جديد، مثل السيد رفيعي الذي أنشأ مركزًا لتعليم هذا الفن، وصناعة المشغولات الفضية، خاصة لأن السياح يهتمون بالأعمال اليدوية بشكل كبير، إلى جانب خصوصتها الإيرانية، التي تساعد في تصدير هذه الأعمال الإيرانية للخارج.