قال نائب الرئيس التنفيذى لمجموعة بيجو سيتروين بأفريقيا والشرق الأوسط فى مقابلة بطهران، إن صناعة السيارات العالمية تشهد تغيرات عميقة، ويبدو ان شركات صناعة السيارات وصانعي السياسة الخاصة بها فى إيران عالقين في الماضي.
ونقلت صحيفة “خودرو أمروز المحلية” عن جان كريستوف كيمارد قوله “لقد وصلت صناعة السيارات العالمية إلى مفترق طرق. إن القيادة الذاتية والمركبات الكهربائية تعد نقاط حاسمة في مجال صناعة السيارات العالمية. ورغم ذلك لا يبدو أن هناك اهتمام من أيٍ من كبار صانعي القرار الإيرانيين”.
وأضاف “لقد زرت طهران عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة لكني لم أجد شخص واحد من بين المسؤولين وصناع السيارات لديه افكار منطقية حول التغييرات الجارية في قطاع صناعة السيارات”.
ويرى كيمارد أن التغييرات ستصل في النهاية إلى إيران، ولكن “لا يعلم متى”.
وفيما يتعلق بتفاقم مشكلة تلوث الهواء في جميع المدن الإيرانية الكبرى تقريبا، يقول كيمارد “إن أسطول النقل في البلاد يحتاج إلى التجديد.. ولست متأكدا ما إذا كان إدخال المركبات الكهربائية إلى السوق سيكون جزءا من الحل”.
يذكر أن الطلب على الطاقة النظيفة يتزايد تدريجيا في العديد من البلدان، سواء البلدان المتقدمة أو النامية على حد سواء. وإلى جانب التحول إلى مصادر الوقود ومصادر الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، تستمر الدول في عملية الحفاظ على طرقها نظيفة من خلال التخلص من مركبات الوقود الأحفوري. والبلدان التي تقود حملة الطاقة النظيفة هي الصين وألمانيا والمملكة المتحدة والنرويج وفرنسا.
ولا تزال الحكومة في طهران تطبق سياسات لخفض حصة المركبات التي تعمل بالبنزين في قطاع النقل. وقال كيمارد “نظرا لأن البنزين رخيص نسبيا في إيران، قد لا يكون للمركبات الكهربائية مساحة كبيرة في السوق”.
أما أسعار البنزين في إيران فهي أقل من ثلث المتوسط العالمي، ويباع البنزين العادي بنحو 25 سنتا للتر الواحد.
ويقول كيمارد، “يمكننا البدء في استيراد المركبات الكهربائية إلى إيران في غضون مهلة قصيرة. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه بعد السير لمسافة 300 كم، تحتاج السيارات إلى إعادة شحن. هل لدى إيران البنية التحتية المطلوبة؟”.
جدير بالذكر أنه حتى الآن لا تملك إيران محطة شحن واحدة للسيارات الكهربائية.
وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت الحكومة ستضع الهياكل الأساسية اللازمة للبنية التحتية”.
وقررت مجموعة بيجو سيتروين إدخال 8 نماذج جديدة إلى السوق العالمية خلال العامين المقبلين. ويمكن إعادة تركيب جميع النماذج لكي تكون كهربائية بشكل كامل أو هجين يعمل بالكهرباء أو البنزين. ويشكك كيمارد فيما إذا كانت الكهربائية أم الهجينة مناسبة للسوق الإيرانية.
ونقل عن كيمارد قوله “حتى لو بدأنا التصنيع المحلي للمركبات الكهربائية، فانخفاض الطلب يجعل الإنتاج غير مجد. والجزء الأكثر أهمية في المركبة الكهربائية هو البطارية. ومن اجل الوصول الى بداية الحصول على جدوى اقتصادية، يجب انتاج ما لا يقل عن 500 ألف بطاية سنويا”. وبالنظر إلى انخفاض الطلب المفترض على المركبات الكهربائية في إيران، يتعذرالوصل إلى الإنتاجية المناسبة.
حصة السوق
يذكر أن مجموعة السيارات الفرنسية موجودة في إيران من خلال صفقات مشتركة مع شركتي إيران خودرو و سايبا وذلك من خلال علاماتها التجارية بيجو و سيتروين.
ويقول كيمارد، “تريد مجموعة بيجو وسيتروين زيادة الإنتاج في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ونحن نهدف إلى الوصول لمعدل إنتاج سنوي يبلغ مليون سيارة بحلول عام 2025 في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا”.
وبالتفكير في سوق السيارات المحلي المتنامي قال، “إن إيران عنصر أساسي في خططنا الدولية. ومن خلال مشاريع مشتركة مع شركات صناعة السيارات المحلية سوف تنتج مجموعة بيجو و سيتروين 400،000 سيارة سنويا في إيران بحلول عام 2025”.
جدير بالذكر أن الشركة لديها تاريخ طويل من التواجد في إيران بحصة كبيرة من السوق مما جعلها في موضع حسد من قبل العديد من شركات صناعة السيارات الأخرى. وخلال الأشهر السبعة الأولى من السنة المالية الحالية (تنتهي في مارس)، تم إنتاج 246،742 سيارة تحت العلامة التجارية بيجو من قبل شركات صناعة السيارات المحلية بما يقرب من 32٪ من الإجمالي.
وبالإضافة إلى بيجو، فالسيارات المنتجة تحت العلامة التجارية د س التابعة لمجموعة بيجو وسيتروين موجودة في إيران من خلال الواردات. ويقول كيمارد إن السيارات المصنعة من قبل شركة أوبل ستباع في إيران قريبا. ولم يوضح أية تفاصيل.