يبدو أن المشهد الإيراني الحالي يسير على نهج أحداث ثورة 25 يناير 2011 في مصر، حيث تشابھت الأحداث واختلفت الأماكن؛ فالمشھد الإیرانى الحالى، یذكرنا بالمشھد المصرى في ثورة ینایر، الثورة كانت مطالبھا واضحة «عیش، حریة، عدالة اجتماعیة».
الشعب الإیرانى خرج لیقول كلمته، تندیدا بتردى الأحوال المعیشیة والاجتماعیة وسوء الأحوال التى لاحقت المواطن البسیط؛ لم یتشاب الحدث فقط إعلاء المطالب، ولكن تشابه فى تعامل النظام معھا؛ فبین وزیر الداخلیة المصرى الأسبق حبیب العادلى، ووزیر الداخلیة الإیرانى الحالي.
نستعرض في التقریر التالى أوجه التشابه بين الاحتجاجات الإيرانية وثورة 25 يناير
1- السخرية من المتظاهرين
في بداية ثورة يناير خرجت بعض التصریحات من حبیب العادلي وزير الداخلية في عهد حسني مبارك عن التظاھرات، عبر الفضائیات والتى سطح بھا مطالب الثوار، وتعامل مع الأزمة بنوع من السخریة، وإشارته المتكررة بأنه سیقابل الفوضى بكل حزم؛ وفى سیاق متصل جاء وزیر الداخلیة الحالي لإیران عبد الرضا رحماني، بإطلاق
التصریحات المنددة للمطالب، فقال: «الحكومة ستتصدى لمن یستخدمون العنف ویثیرون الفوضى»، ووفقًا لما بثھ التلیفزیون الإیرانى عنھ، واستخدم الوزیران المنبر الإعلامي لترھیب المتظاھرین والمحتجین على الأوضاع، فكانت رسائلھم تأتى على الھواء لبث الذعر فى صفوفھم والإنذار بالوعید لھم، الأمر الذى تشابه بینھم كثیرا.
وخرج وزیر الداخلیة الإيراني عبر التلیفزیون الإیرانى لیطلق التندیات وبث الذعر بین صفوف الثوار.
2- القمع والقتل
من المعروف أن حبیب العادلى كان مثالا ً للقامع المستبد، فھو لم یتردد لحظة في قمع التظاھرات بكل الوسائل الممكنة المتاحة لھ بدءا من أولى لحظاتھا وحتى تنحى الرئیس مبارك، وآخر لحظاتھ بالمنصب، الأمر نفسه ما تبعه وزیر الداخلیة الإیرانى في محاولة سیطرته على التظاھرات والتى یرى المراقبون أنھا لن تتوقف بسھولة، فحصاد التظاھرات حتى الآن أودى بـ5 ً قتلى حتى الآن، العدل الذى به كثیرا من التكھنات، فھناك محللون یرون ان العدد المعلن غیر الحقیقي.
https://www.youtube.com/watch?v=Ukxf_6BrlEM
3- قطع الاتصالات والإنترنت
«إن المتظاهرين استخدموا المواقع الإلكترونية لنشر العنف».. «كلاكيت تاني مرة» وزير الداخلية الإيراني يردد ما قاله أسلافه، حبيب العادلي وزير الداخلية المصري في ثورة 25 يناير قال ذلك أيضًا، وتدخلت الأجهزة الأمنية لقطع ااتصالات والهواتف المحمولة، وهو ما شهدته إيران اليومين الماضيين.
و أفادت تقارير من إيران، أنه تم قطع خدمة الاتصالات والانترنت عن بعض المناطق التي تشهد احتجاجات ومظاهرات ضد نظام الملالي، وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية، في خدمتها باللغة الفارسية، إلى أنه تم قطع الاتصالات والإنترنت عن الهواتف النقالة في بعض المناطق، إضافة إلى قطع خطوط التليفون، كذلك كانت مصر في 2011.
وأشارت تقارير إعلامية أخرى إلى أن إحدى شركات الاتصالات التابعة للحرس الثوري الإيراني الإرهابي قطعت خدمة الإنترنت في عدة مدن، لمواجهة دعوات التظاهر المتتالية، كذلك مواقع التواصل الاجتماعي «انستجرام وتليجرام».
4- موقعة الجمل
في مصر عمد نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلى «تكوين حشود مضادة» لمواجهة المطالبين برحيله كذلك في اليمن وليبيا، غير أنه كان متمثلا في مصر «في موقعة الجمل»، والتي اشتبك فيها المؤيدون والمعارضون للرئيس.
وبعد مرور 6 أعوام، المشهد يتكرر في إيران، فدولة الخامنئي، عمدت إلى «تكوين حشود مضادة»، لمواجهة الاحتجاجات المنتشرة في أكثر من محافظة ومدينة، وتوجيه رسالة بأن النظام ما زال يحظى بقاعدة شعبية لا تبدو هينة.
وخرجت مظاهرات ومسيرات مؤيدة للحكومة الإيرانية، السبت، 30 ديسمبر في العاصمة طهران، كذلك مدن مشهد، وأصفهان، وشيراز، وتبريز، وكرمانشاه، وقزوين، ورشت، وأهواز، وخرمشهر، وقم المقدسة، مسيرات ضخمة بهذه المناسبة.
وأفادت وكالة تسنيم، أن المسيرات الشعبية الحاشدة خرجت، بالتزامن مع ذكري الثلاثين من ديسمبرمؤكدة أن المظاهرات تكريما لهذه المناسبة وتجديداً للعهد والبيعة مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية و ولاية الفقيه.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي صوراً مباشرة لعدد من المظاهرات المؤيدة في عدة مدن، وردد المتظاهرون خلالها شعارات تؤكد على التفاهم حول حكم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ورفض الفتنة في البلاد.
5- الطرف الثالث
«الشرطة لم تطلق الرصاص على المتظاهرين ولكن هناك جهات أخرى هي من أطلقت الرصاص» لا يوجد وزير داخلية في الدول التي شهدت احتجاجات الربيع العربي إلا وقال ذلك، كذلك المسؤولين الإيرانيين.
حبيب الله خوجاتهبور نائب حاكم إقليم لورستان قال إن عملاء أجانب هم من قتلوا المتظاهرين وليست الشرطة، مضيفًا لم تطلق الشرطة وقوات الأمن أي أعيرة نارية، وأننا عثرنا على أدلة تشير إلى أعداء الثورة وجماعات تكفيرية وعملاء أجانب في هذا الاشتباك.
توقع بالتكرار
وتوقع الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، حدوث ربيع جديد، في إيران كما حدث في الدول العربية، مشبها ما يجري في طهران بثورة 25 يناير في مصر، من حيث التوقيت والظروف.
وقال خاشقجي في تغريدة له عبر حسابه على موقع «تويتر»، اليوم الأحد: «الاحتجاجات تتحول إلى ثورة، إنها ٢٥ يناير مرة أخرى من حيث لم يحتسب أحد».
وأضاف: «لعل انتصار أحرار إيران يأتي متوافقا مع ذكرى يناير المصري، وتوقعاتي أنه ٢٠١١ مرة أخرى، وثورة إيرانية ستهز المنطقة».