مع حلول منتصف شهر يناير من العام القريب القادم 2018، سيحدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصير الاتفاق النووي الإيراني، فسبق في أكتوبر الماضي قد هدد بالمضي قدمًا في تمزيق الاتفاق النووي ما لم يتمكن الكونغرس من الوصول إلى صيغة تتعامل مع المخاطر الناجمة عن الاتفاق، والمقصود هنا هو سلوك النظام الإيراني العدائي واختباراته المستمرة على الصواريخ البالستية ودعمه الإرهاب في العالم.
ويأتي الموعد في ظل اشتعال حدة العداء بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بسبب دعم الأخيرة للاحتجاجات الإيرانية التي تشهدها طهران ومحافظات أخرى لليوم العاشر على التالي.
الأسبوع المقبل
وقال وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون إنه «يتم إعداد قانونا خاصا لتعديل الاتفاق النووي مع إيران، وقد يتم تبنيه خلال الأسبوع المقبل».
وأوضح تيلرسون في حوار مع وكالة «آسوشيتد برس»، أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن من قبل أن الاتفاق النووي مع إيران سيعدل أو سيلغى، وأنهم يعملون على وعد تعديله.
ولفت تيلرسون إلى أن «الإدارة الأمريكية تتواصل مع الكونغرس بشكل نشط جدا حول تعديل الاتفاق، وأن ترامب قد يميل إلى الحفاظ على الصفقة بالتخلي عن فرض العقوبات مرة أخرى في 12 يناير، إذا كانت هناك علامات على أن الكونغرس سيتصرف في وقت قصير».
وأشار تيلرسون إلى أن «تعديل الاتفاق النووي قد يتم تبنيه الأسبوع المقبل أو بعده بوقت قليل».
كما انتقد وزير الخارجية الأمريكي الاتحاد الأوروبي بسبب عدم تأيييده للمتظاهرين في إيران.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن في وقت سابق أنه سيعمل مع الكونغرس على تصحيح ما وصفه بـ«نواقص خطيرة” في الاتفاق النووي مع إيران والذي أبرم في عام 2015.
وكانت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية توقعت في تقرير نشر أمس 28 ديسمبر 2017, أن يستغل ترامب فرصة منتصف يناير ليوجه ضربة إلى الاتفاق النووي، وخصوصًا أن ما طالب به في منتصف أكتوبر الماضي (أي وصول الكونغرس إلى صيغة تتعامل بشكل فعلي وأشمل مع إيران) لم يتحقق حتى الآن، ليبقى ترامب أمام وعده الذي قطعه على نفسه وأمام مؤيديه كثيرًا، بأن يمزق الاتفاق النووي بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، غير أنه سمح للاتفاق النووي بالبقاء حيًا سنة كاملة منذ وصوله إلى الرئاسة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مؤخرًا استراتيجية البيت الأبيض الجديدة في التعامل مع النظام الإيراني، والتي ترتكز على مواجهة فعلية ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط والتصدي لسلوكه العدائي بشكل فعلي.
عرضة للإلغاء
في هذا الصدد يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية في تصريح لـ«إيران خانه»:«إن المعطيات والمؤشرات الحالية -على أقل تقدير- تقول إن مصير الاتفاق النووي صار عرضة إلى الإلغاء أكثر من أي وقت مضى، وأن دور حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتحديدًا دول التحالف الرباعي، بات يؤثر أكثر في شيء من سياسة البيت الأبيض تجاه إيران، لكون الحقائق التي تقدمها هذه الدول حول سلوك النظام الإيراني تمثل أكبر دافع لكل من يريد أن يحارب الإرهاب بشكل فعلي».
وأضاف اللاوندي: «الاتفاق النووي هدفه تأجيل عملية استكمال المفاعل النووي، مقابل فك القيود الاقتصادية على إيران، ومن ثم البحث عن حلول لإنهاء مشروع المفاعل النووي مع مرور الوقت».
وأشار اللاوندي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تلعب على وتيرة دعم نظام جديد عبر هذه الاحتجاجات»، كما أنها تتمنى أن تسقط ولاية الفقيه ويتشكل نظام علماني جديد يكون طائعا بشكل كامل لأومار الولايات المتحدة الأميركية»