منذ مارس 2017 وحتى الشهر الماضي مارس 2018 أشارت الإحصائيات إلى أن أكثر من 20 مليون إيراني غادروا حدود الجمهورية الإسلامية لأغراض سياحية باختلاف أنواعها الدينية والصحية، إضافة إلى سياحة الاستجمام.
هذا الرقم لم يمر مرور الكرام على المسئولين بدولة الملالي والكثير منهم أرجع النقص الحاد في العملات الأجنبية بالجمهورية الاسلامية خلال العام الماضي إلى الرغبة التي تسيطر على الإيرانيني في الفترة الأخيرة على قضاء اجازاتهم خارج البلاد، بدلا من زياراة المعالم السياحية المحلية والمساهمة في تنشيط حركة السياحة بها.
قلق النظام الإيراني لم يقف عنذ هذا الحد بل ازداد مع كشف هذه الإحصائيات إلى وجهات مواطنيها خارج البلاد، حيث احتلت تركيا المرتبة الاولى التي قصدوها الإيرانيون بغرض السياحة فيما جاءت العراق بالمرتبة الثانية ومن خلفها السعودية بغرض اداء فرئض الحج والعمرة في المقام الاول وليس بغرض السياحة والتنزه كما في حالة تركيا والعراق.
المرتبة الرابعة جاءت من نصيب الامارات العربية المتحدة التي اصبحت مقصدا سياحييا للكثير من الإيرانيين في الفترة الأخيرة، اما المركز الخامس فتقاسمته 3 دول هم ارمينيا وجورجيا واذربيجان الذين لجأ لهم بعض الإيرانين كحل جيد امامهم للسياحة حيث وجدوا في تلك الدولة الحل الامثل امام اشباع رغبة السياحة خارج البلاد وفي نفس الوقت وفقا لميزانيات محددة وقليلة بالمقارنة بالسياحة في تركيا، فيما قصد بعض الالاف من الإيرانين المانيا وماليزيا خلال شهري اغسطس وسبتمبر من العام الماضي.
وفي سبيل مواجهة هذه الرغبة لدى الإيرانين، اتخذ النظام الإيراني عدة اجراءت اقتصادية اغلبها لم يدخل حيز التنفيذ حتى وقت كتابة هذه السطور.
تتمثل في زيادة قيمة الضرائب على المسافرين خارج الجمهورية الاسلامية عبر المنافذ الجوية فقط من 70000 تومان (العملة المحلية الإيرانية) إلى 220.000 تومان ما يعادل حوالي 52 دولار امريكي وفقا لسعر العملة الامريكية بالجمهورية الاسلامية الإيرانية خلال هذه الايام، هذا في حالة السفرية الاولى وإذا تكررت ستزيد 50% لتكون 330 ألف تومان، وفي السفرة الثالثة تزيد بنسبة 100% لتصبح 440 ألف تومان.
اما المسافرين خارج إيران لاغراض دينية كالعمرة وزيارة المقدسات الدينينة فاصبحت قيمة الضريبة الملزم بها تساوي 110.000 تومان ما يساوي 26 دولار أمريكي.
وبالنسبة لقيمة ضريبة السفر عبر المنافذ البرية فاصبح كل إيراني يرغب في ذلك مجبرا على دفع 12500 تومان حوالي 3 دولارات إلى الحكومة الإيرانية في صورة رسوم.
القيمة الجديدة للضرائب على المسافرين تنتظر البت فيها من قبل اعضاء البرلمان الإيراني، وان كانت تشير الدلائل إلى اتجاه البرلمان الإيراني بضغط من حكومة الملالي على الموافقة على السعر الجديد للضرائب بالاخص بعدما شهدت احتفالات اعياد النيروز التي توافق بداية السنة الجديدة في إيران (تبدأ 21 مارس وتستمر لأاكثر من عشرة ايام) سفر 5 مليون إيراني دفعة واحدة خارج البلاد للاحتفالا باحد أهم الاعياد واقدمها بالجمهورية الاسلامية والمرتبط والمتوارث بشكل تاريخي من الثقافة الإيرانية خارج حدود اطار دولة الملالي.
نقص العملات الاجنبية ليس الصداع الوحيد في رأس النظام الإيراني، فالخوف والقلق من تجنيد الإيرانين كجواسيس لصالح بعض الدول المعادية لإيران يسبب لهم هاجسا بحد ذاته خاصة أن تركيا الدولة التي تقع في خلاف تاريخي مع دولة الملالي اصبحت المقصد الاول للإيرانين سياحيا، وهو ما أكده اتحاد المشغلين والعاملين في قطاع الفندقة التركي في بيان صحفي منسوب اليه نشر عبر وسائل الاعلام منتصف فبراير الماضي من العام الجاري.
وففا لهذا البيان فان تركيا استقبلت عام 2017 أكثر من 2.5 مليون سائح إيراني، وإن تركيا أصبحت وجهة رئيسية للسياح الإيرانيين، رغم بعض الصعوبات السياسية التي واجهت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين.