في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لإعلان القرار النهائي عن موقف الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في مايو المقبل، تدور التساؤلات حول كيف ستواجه إيران هذه السياسات الأميركية المرتقبة، على داخلها من جهة، وفي العالم من جهة أخرى؟ وكيف ستؤازن إيران الداخل لإفشال استراتيجيته في فرض المزيد والمزيد من العقوبات، وذلك لمنع إفقاد «الاتفاق ميزاته الأساسية».
وفي أكتوبر 2017، هدّد ترامب بالانسحاب من الاتفاق «حال فشل الكونغرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه».
وفي 14 يوليو 2015، أبرمت إيران ومجموعة «5+1» (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا)، الاتفاق النووي الذي يلزم طهران بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
ومنذ أن دخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 16 يناير 2016، تعيّن على الإدارة الأمريكية أن «تصدِّق» عليه كل 90 يوماً أمام الكونغرس، أي أن تؤكد أمام السلطة التشريعية أن طهران تحترم الاتفاق.
و توقّع السيناتور الجمهوري الأمريكي بوب كوركر، الأحد، انسحاب الرئيس دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران في مايو المقبل.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة «سي بي إس نيوز» الأمريكية مع كوركر، الذي يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وفي سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي في 12 مايو المقبل (نهاية مهلة تمديد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق)، قال كوركر: «نعم، أعتقد ذلك».
وتابع: «لا أعتقد أنه سيتم تمديد الاتفاق، وعلى الأرجح سينسحب الرئيس (ترامب) منه، إلا إذا اتفق نظراؤنا الأوروبيون على إطار عمل، لكن يبدو أنهم لن يفعلوا ذلك».
تهديد إيراني
هدّد المرشد الأعلى علي خامنئي، واشنطن، حال تعديل الاتفاق قائلا إن إيران سترد بقوة على أي خطوة خاطئة من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، في حين توعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ أسابيع بأن بلاده «قد تنسحب من الاتفاق النووي، في حال واصلت الولايات المتحدة سياسة العقوبات والضغوط»، قبل ان يحذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منذ ايام من أن بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه.
استعدادات البنك المركزي
عد البنك المركزي الإيراني عدة سيناريوهات مصرفية تحسبا لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة واشنطن عقوباتها على طهران.
وقال محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف على هامش المنتدى التجاري الإيراني الأوروبي اليوم السبت في طهران، إنه تم وضع آليات مناسبة بهدف تسيير الأعمال في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وأكد سيف أن النظام المصرفي الإيراني يتوقع من الحكومات الأوروبية، تبني علاقات مصرفية تتناسب مع حجم العلاقات التجارية بينها وإيران.
وأشار إلى أن مصارف أوروبية وإيرانية شرعت في وضع الخطط الوقائية تحسبا للعقوبات، وقال: «إن بعض البنوك الأوروبية ومعظم البنوك الإيرانية تنشط في هذا الاتجاه، لكننا نريد تدخل البنوك الأوروبية الرائدة لتسهيل المعاملات التجارية مع أوروبا».
وأضاف أن «المركزي الإيراني يعترف بدور الاتحاد الأوروبي في تذليل العقبات المصرفية، رغم أن الحكومات الأوروبية لا تستطيع الضغط على البنوك لتنفيذ العمليات المصرفية»، مطمئنا البنوك الأوروبية للتعامل مع إيران.
استكمال تطوير السلاح النووي
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستواصل تطوير سلاحها الدفاعي وذلك تعقيبا على العقوبات الأميركية الجديدة ضد طهران.
وخلال اجتماعه مع الحكومة صرح روحاني أن إيران ستواصل تطوير برنامجها الدفاعي بغض النظر عن مواقف البعض، فالعقوبات الجديدة تكرار لسابقاتها.
كما أضاف روحاني أن تكرار العقوبات لن يؤثر على إيران، وعلى أمريكا أن تتعلم الدرس منذ 40 عاما، فالطريق الوحيد للتعامل معهم هو احترام حقوق الشعب الإيراني.
في سياق آخر، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بمشاكل كثيرة في حال لم تمتثل طهران للاتفاق الموقع مع المجتمع الدولي بما يخص برنامجها النووي.
وذكر ترامب في حديث أمام مؤيديه بولاية أوهايو أنه في حال لم يتم احترام هذه الصفقة كما ينبغي ستواجه إيران الكثير من المشاكل.
موقف الصين وروسيا
و أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الماضي، أن الصين وروسيا ستعرقلان أية محاولات لـ «تقويض»الاتفاق النووي الايراني، في الوقت الذي يدرس الرئيس الاميركي دونالد ترامب احتمالات الغاء هذا الاتفاق.
وقال لافروف بعد محادثات مع نظيره الصيني وانغ لي في بكين «هناك محاولات للتدخل في النظام العالمي الذي تقوم عليه الامم المتحدة»