منذ اندلاع الحرب في سوريا بين عناصر المعارضة والنظام الحاكم، وخرجت من طيات هذا الصراع الدموي الكثير من الحكايات التي اتخذتها الشاشة الفضية مادة لها لتقديم قائمة طويلة من الأفلام، متناولة المعاناة التي يعيشها الشعب السوري الآن جراء هذه الأزمة والتي يبدو أنها لم تكتف حتى الآن بكم القتلى والمهجرين المتزايد عددهم باستمرار.. وفي السطور التالية نقدم نماذج من أهم تلك الافلام.
1- بتوقيت الشام
ونبدأ بأحدثهم فيلم المخرج الإيراني إبراهيم حاتمي كيا والذي يحمل اسم “بتوقيت الشام” والمقرر عرضه بالسينمات قريبا، بعد أن يسجل عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان فج السينمائي، وذلك بعدما نجح المخرج الإيراني في الانتهاء من غالبية عمليات تصويره.
الفيلم يتناول قصة طيار ونجله يقعان تحت أثر قوات تنظيم الدولة “داعش” أثناء قيادتهم لطائرة مساعدات إنسانية خرجت من إيران في طريقها لمتضرري القصف الجوي الذي يمطر سماء بلاد الشام منذ اندلاع الأزمة.
2- في سوريا
وقبل أيام من كتابة تلك السطور، كانت قد شهدت دور عرض العاصمة المصرية القاهرة طرح فيلم “في سوريا” الذي شارك في فعاليات النسخة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والفيلم وصفه النقاد بأنه يختلف كثيرا عن قائمة طويلة من الأعمال التي تناولت الوضع المتأزم في سوريا.
وفي هذا الفيلم حاول مخرحه البلجيكي فليب فان ليو، أن ينقل الوضع الإنساني المأساوي في الشارع السوري الآن من خلال قصة “أم يزن” بطلة حكاية الفيلم وعائلتها وجيرانها الذين يقيمون جميعا داخل عمارة خالية من السكان وخالية في نفس الوقت من جميع المرافق والاحتياجات الضرورية للحياة كالمياة والكهرباء.
الفيلم الذي نجح مخرجه أن يطرح حالته الإنسانية دون الانحياز لأي من طرفي الصراع أو تأييد جهة على حساب أخرى، يرصد كيفية محاولة تلك الأم لحماية أقاربها وجيرانها من دائرة الحرب التي وضعوا فيها وهجمات رجال الأمن عليهم بهدف السرقة واغتصاب النساء.
3- غاندي الصغير
فيلم آخر بحالة إنسانية أخرى، يتناول الحرب في سوريا وما نتج عنها، وهو ما أظهره المخرج الأمريكي سام قاضي، في فيلمه “غاندي الصغير” الذي يتمحور حول حياة الناشط السوري غياث مطر، المتأثر بشكل كبير بأفكار ومبادئ الزعيم الهندي الروحي مهاتما غاندي، والسياسي الأمركي مارتن لوثر كينج، والذي يحاول طيلة أحداث الفيلم أن يؤكد أن إحلال السلام والنقاش هو الحل الأمثل لتلك الحرب حتى يدفع حياته ثمنا لما ينادي به.
الواجب ذكره أن هذا الفيلم ليس الأول الذي يظهر المخرج الأمريكي خلاله اهتماماته بمشاكل المجتمعات العربية، فقد سبق وقدم فيلم “المواطن” من بطولة الفنان المصري العالمي خالد النبوي، والذي تناول فيه قصة شاب لبناني يصارع في المجتمع الأمريكي؛ ليؤكد للجميع أن ليس كل مسلم إرهابي، وأنه لا يد له في أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التي تصادف وقوعها بعد أقل من 48 ساعة من مجيئه إلى بلاد العم سام؛ وفقًا لرواية الفيلم.
4- زهرة حلب
في الفيلم التونسي “زهرة حلب” حاول المخرج رضا الباهي أن يجمع بين ما نتج من حرب سوريا وتواجد الجماعات التكفيرية بكثرة كنتيجة لهذه الحرب وأثر ذلك على شباب المجتمعات العربية الأخرى وبالأخص المجتمع التونسي الذي فقد كثيرًا من أبنائه بعد تأثير تلك الجماعات عليهم وضمهم إليهم، وهو ما يتناوله الفيلم من خلال قصة أم تونسية جسدتها الفنانة هند صبري وعلاقتها بأبنها بعد أن سيطر على أفكاره الفكر الداعشي وانضم إليهم، وهو ما تحاربه الأم لدرجة تجعلها تنضم إلى تلك الجماعات حتى تثبت لنجلها مدى نفاق قادة هذة المنظمات الإرهابية.
5- 83 قشرة برتقال
وإذا كانت الأفلام السابقة خرجت من رؤية غير السوريين لحرب سوريا، فهناك قائمة تطول أيضا من الأفلام خرجت من رؤية السوريين أنفسهم لحربهم، وأبرزهم بالطبع فيلم “83 قشرة برتقال” للمخرجة السورية كلارا حمود، والتي تناولت به قصة مواطن سوري اعتقل وعذب من قبل السلطات الحاكمة فقط لأنه خرج في الشارع هاتفا “حرية ديمقراطية”، ولمدة 70 دقيقية تبرز ابنة سوريا المعاناة التي يعيشها آلاف السوريون في سجون بلادهم بلا أي تهم، فقط بسبب آرائهم السياسية.
الفيلم السوري مليء بالرموز الإسقاطية بداية من اسمه، فـ 83 هو عدد الأيام التي قضاها بطل الفيلم بالمعتقل السوري والتي كان يحصيها رغم عدم رؤية الشمس، فلا يعرف توقيت ولا يعرف هل هو ليل أم نهار، عبر قشر البرتقالي التي كان يقذفها عليها حارسه كل يوم، والبرتقال بالأخص لأن العاصمة السورية دمشق تُعرف برائحة البرتقال خلال فصل الشتاء.